أن يخرج علينا طبيبٌ يرتدى البالطو الأبيض فى فيديو حصل على مليونين ونصف مليون مشاهدة ليعلن أنه قد نجح فى علاج ١٣ طفلاً مريضاً بالسكر بأن أوقف الأنسولين ومنعه عنهم ثم أعطاهم حلبة وبصل وكسبرة وحرنكش، والحمد لله انخفض السكر وتم العلاج على يد الدكتور المؤمن الملتحى التقى الورع. أن يخرج علينا قائلاً ومعترفاً بهذه الفعلة الشنعاء، ماذا نطلق عليها؟ وما رد فعل المسئولين والمجتمع والنقابة وجمعيات السكر… إلخ ضد هذا الفعل؟! الطبيب المذكور يستغل ثقافة فوبيا الأنسولين الموجودة لدى المصريين، ويستغل أيضاً انعدام الثقافة الطبية والمعلومات الصحية الصحيحة، وبرغم أن هناك قلم الأنسولين الذى جعل ألم وخز الحقن القديم ماضياً، وأصبحت الحقنة أقل من شكة الدبوس وتصالح معها الأطفال والكبار، وللأسف يقول الطبيب المذكور عالم الطب البديل العبقرى أنه ينشط الأنسولين عند الأطفال المرضى!!.ألم يعرف بعد أنه لا أنسولين أصلاً موجود عندهم، فماذا سينشّط؟؟! وذنب هؤلاء الأطفال فى رقبة مَن؟؟ خاصة أن كبار أطباء علاج السكر قد أكدوا أنه لا بديل عن الأنسولين لهؤلاء الأطفال قولاً واحداً، فقد أكدت الدكتورة منى سالم، أستاذ السكر والغدد الصماء بعين شمس، رئيس الجمعية المصرية للسكر والغدد الصماء فى الأطفال، أن النوع الأول من السكر يعنى وجود مشكلة فى خلايا بيتا المنتجة للأنسولين وبالتالى يعانى الطفل من عدم وجود أنسولين نهائياً فى الجسم، وبالتالى يحتاج إليه فى العلاج، لذا فلا غنى عن الأنسولين فى علاج النوع الأول من السكرى فهو علاج تعويضى، خاصة أن نسب الإصابة بسكر الأطفال ليست قليلة فيوجد من بين 1000 طفل حالة مصابة بالسكرى، وبديل حقنة الأنسولين ليست الحلبة ولا الحرنكش ولكنها مضخة الأنسولين، وهى جهاز عملى صغير لا يتجاوز حجمه حجم الموبايل الصغير، حيث يسهل حمله فى الجيب أو على الحزام المخصص أو إخفاؤه تحت الملابس، طريقة عمل مضخة الأنسولين تشابه إلى حد ما طريقة عمل البنكرياس فى إفراز هرمون الأنسولين، وتساعد مضخة الأنسولين مرضى السكر على التحكم فى مستوى السكر فى الدم بشكل أفضل وأسهل؛ لذا فإن معظم مرضى السكر يفضلون استخدام مضخة الأنسولين بدلاً من الحقن اليومى، تستخدم غالباً للمصابين بداء السكر من النوع الأول، وقد يتم وصفها للمصابين بالنوع الثانى بحسب الحالة.لكن كيف تشك فى أن الطفل مصاب بالسكر؟من خلال ملاحظة الأعراض التالية: كثرة التبول والتبول اللاإرادى فى الفراش والجوع الشديد والشعور بالإعياء والتهيج وفقدان الوزن وزيادة الشعور بالعطش ووجود نَفَس برائحة الفواكه نتيجة الإصابة بالحماض الكيتونى السكرى.